بدأت تلك التجربة عام 2015 عندما بدأت منصة نتفليكس العالمية في إضافة وصف صوتي على الأفلام المعروضة حيث تتم صياغة وصف للمشاهد المعروضة بإيجاز أثناء توقيتات السيناريو الصامتة بين المشاهد الحوارية في الفيلم،
وهو مجهود كبير ومشكور تجاه مساعدة المكفوفين ودعمهم ولاقت هذه التجربة رد فعل غير واضح من مجتمع المكفوفين لما تحتويه هذه الفكرة من عيوب واضحة مثل:-
- اضافة وصف للصورة مقيد بزمن محدد وهو النقلات السينمائية الصامتة وغالبا ما تكون هذه المسافات غير كافية للوصف فيخفى كثير من التفاصيل الهامة على غير المبصرين
- أحيانا تكون الفترات الزمنية أطول من الزمن الذي يحتاجه الوصف فيظل الكفيف فترة طويلة مع صوت الموسيقى ونقل الكادرات السينمائية ما بين أحجام مختلفة والكفيف ينتظر ولا يجد إيضاحا لأن وصف المشهد قد تم بالفعل في زمن أقصر من المتاح
- في مشاهد الحركة تنتقل المشاهد واللقطات بسرعات كبيرة لا تتناسب مع أدنى وقت للوصف الصوتي مما يحدث خللا في الوصف وكذلك في الإدراك لغير المبصرين.
- بناء على النقاط السابقة يحدث خلل في إيقاع العمل الفني مما يربك المتلقي الكفيف ولا يجعله متماشيا لا مع سرعة الأحداث ولا مع إدراكه الطبيعي لها.
- أحيانا يستغني مخرج الصورة عن كثير من المؤثرات الصوتية نظرا لتعويض الصورة للمعني وبالتالي عندما يتعارض الوصف الصوتي مع ما يسمعه المتلقي الكفيف يحدث خلل في الإدراك
مثال :-
البطل يهرب راكضا أو متسلقا من المجرمين وفي الكثير منٍ هذه الكادرات يبرز مخرج الصورة الموسيقى التصويرية ويستغني عن خطوات الرجلين وعن نَفَس البطل وهو يركض فيحدث تعارض بين الوصف والصوت.
- كثيرا ما تحدث انتقالات بين المشاهد السينمائية دونما مساحة صامتة تذكر لإدراج الوصف الصوتي مما يسبب خللا في الإدراك
- هناك مشاهد كثيرة يتم عرضها في العمل الفني أثناء حوار الشخصيات مثل مشاهد (flash back) وهنا لا نستطيع إدراج الوصف الصوتي
مثال:
رجل يحكي عن ذكرياته في الحرب ويستفيض في وصف مشاعره فيها وفي نفس الوقت يقوم المخرج بعرض مشاهد لهذه الحرب.
هنا يحدث التعقيد اذ أن الوصف الصوتي لا محل له اثناء الحوار
وهنا تساؤل يفرض نفسه إن كان المبصر لن يستمتع بفيلم يحتوي على وصف صوتي فلماذا في الأساس الاحتفاظ بالصورة وخاصة أن التجربة موجهة لغير المبصرين .
لذلك قمنا بمبادرة السينما الكفيفة (BC) تحت شعار (شوف_بودانك)